اكتشفنا فن ريم الأخّاذ منذ زمن، ومنذ البداية، ترك انطباعًا لا يُنسى. أعمالها لها صدى أعمق، وإن كان التعبير الدقيق عن سبب ذلك صعبًا.
كان عشاءٌ في منزل صديقٍ مشتركٍ فرصةً للتواصل، وعندما خطرت فكرة دعوة فنانين لعرض أعمالهم في متجرنا، كانت ريم من أوائل الأسماء التي تبادرت إلى ذهني. عند مشاركتها الفكرة، وافقت بحماسٍ فورًا، وكانت طريقة تعبيرها عن حماسها لا تُنسى. حُدد موعدٌ للقاء، وعندما وصلت ريم، أحضرت معها قطعتين فنيتين تركتا صدىً فوريًا. ورغم أن كلتاهما كانتا استثنائيتين، إلا أنه كان من الواضح منذ البداية أن الاختيار سيكون "من أنا؟" ونظيرتها "واقفة". ومنذ ذلك الحين، لا تزال أعمالها الفنية تأسر قلوب جميع زوارنا وتُثير إعجابهم.
ريم مصورة فنية موهوبة، يجمع عملها ببراعة بين الحركة والشكل والملمس واللون. فنها مستوحى بعمق من ذكريات الطفولة، ويعكس رحلة شخصية لتجاوز الأعراف والتقاليد المجتمعية، سعيًا وراء مسارها الإبداعي الخاص. بفضل خلفيتها الثقافية المتعددة ووعيها العميق بالتوقعات الثقافية، يستكشف عمل ريم هويتها المتطورة في المجتمع.
عزيزتي ريم، هل يمكنكِ إخبارنا المزيد عن نفسكِ؟ كيف بدأتِ رحلتكِ كمصورة فنية؟
بدأ اهتمامي بالتصوير الفوتوغرافي في سن مبكرة. كانت الكاميرا رفيقتي في مختلف مراحل حياتي. كان من الطبيعي أن أتحول من هواية حياتي إلى مهنة فنية، خاصةً بعد التأثير الكبير الذي تركته ولا يزال يُحدثه في حياتي. تأثير إيجابي بالطبع! في عام ٢٠١٠، بعد تركي وظيفتي في مجال الرعاية الصحية، عدتُ إلى شغفي القديم وقررتُ التفرغ للتصوير الفوتوغرافي. حضرتُ ورش عمل وتعلمتُ بنفسي أساسيات التصوير الفوتوغرافي، ثم انتقلتُ إلى الفنون الجميلة بعد ذلك بوقت قصير.
كيف أثرت خلفيتك الثقافية على منظورك الفني والموضوعات التي تستكشفها في عملك؟
وُلدتُ لأبوين من ثقافتين مختلفتين. خلال نشأتي، كنتُ أتساءل كثيرًا عن الانتماء والأعراف الثقافية. ولم يتبلور كل ذلك وفهمته إلا من خلال التصوير الفوتوغرافي وتقنية محددة، اكتشفتها أثناء تجربتي. وبرزت مواضيع كالهوية والحنين إلى أعمالي التجريدية. وكانت عملية إنشاء الصورة هي طريقتي لإبراز هذه المشاعر.
أين تجد الإلهام الخاص بك؟
أجد الإلهام في حياتي اليومية. المحيط، السماء، الصخور، الخرسانة، الجدران الصدئة، وألوان الطبيعة. عادةً في جولاتي اليومية أو رحلاتي إلى الطبيعة. أنا من عشاق الألوان والملمس والدرجات الهادئة. لذا، ألتقط الصور أينما أجدها.
كيف هي عمليتك الإبداعية؟
لستُ مُخططًا. أُفضّلُ وصفَ عمليتي بالتجريبية. أُجرّبُ تركيباتٍ وتقنياتٍ مُختلفة. ثم أُدخلُ عملي إلى برنامجِ تحريرٍ وأُضيفُ لمساتي النهائية، وفي هذه المرحلة تبدأُ المواضيعُ بالظهور، وتتشكلُ الأفكار. كنتُ أعتقدُ أنني بحاجةٍ لمعرفةِ خطتي وعمليتي مُسبقًا، لكنني اكتشفتُ أن هذا هو السببُ تحديدًا الذي يدفعني لالتقاطِ الصورِ بهذه الطريقة. لا قواعدَ، لا إجراءاتٍ صارمة، فقط مشاعري تُرشدني. عمليتي الإبداعيةُ بديهيةٌ بحتة.
ما هي الرسائل التي تنقلها من خلال عملك؟
أتركُ الخيالَ يقودني، وبذلك أُتيحُ التأملَ الذاتيَّ وأُشجِّعُ على الغوصِ في الذكرياتِ بعمق. أُحبُّ أن يخوضَ المُشاهدُ رحلةً شخصيةً داخلَ ذاته.
هل هناك تقنيات محددة تستخدمها في إبداعاتك؟
أحب استخدام ما يُسمى بسرعة الغالق البطيئة، وهي تقنيةٌ داخل الكاميرا، حيث أترك الصورة تستغرق وقتًا طويلاً حتى تتشكل، مما يُنتج صورةً مُشوشةً تُحاكي ضربات فرشاة الألوان المائية. كما أحب إضافة عناصر من صورة إلى أخرى في مرحلة ما بعد المعالجة. هاتان التقنيتان هما ما أستخدمه بشكل رئيسي في هذه المرحلة من مسيرتي الفنية. مع ذلك، أرى تحولًا ناشئًا. هذا ما أحبه في التصوير الفوتوغرافي: الطرق اللامتناهية التي يُمكنني من خلالها إنشاء رسالة وإيصالها.
ما هي الرسالة التي تأمل أن تشاركها مع العالم؟
اكتشاف الذات من خلال تفسير الفن. تعلم شيئًا عن نفسك أثناء مشاهدة الفن.
كيف ينسجم الفن مع مساحتك الشخصية؟ هل تعرض أعمالك الخاصة، أم تفضل أعمال فنانين آخرين؟
أنا شخصٌ بسيطٌ نوعًا ما، وأُحبّ الضوء الطبيعي. لذلك، لديّ بضعة جدران فقط في منزلي، وقد ملأتها بأعمالٍ فنيةٍ بسيطة. لكلّ قطعةٍ مساحتها الخاصة. بعضها لي، وبعضها لفنانين آخرين، ولديّ قطعتان فنيتان كبيرتان من صنع أبنائي (إنهما ابناي المُفضّلان).
لماذا تعتقد أن الفن ضروري؟ ما هي فوائده في حياتنا برأيك؟
تخيّل في كل مرة تمر فيها بغرفة، أو تجلس على أريكتك، أو تتجول في منزلك، أن تُلقي نظرة على قطع فنية اخترتها بنفسك، وقد لامستك أو حركتك بطريقة ما. أليست هذه طريقة جميلة للعيش؟ الفن إثراء للحياة.
كيف تصف فنك في بضع كلمات فقط؟
الخيال مثير وهادئ.